دخل اسم محمد باشا محمود التاريخ مرتين الاولى فى ثلاثنيات القرن الماضى حينما كان الأب الروحى للتعذيب وتزوير الانتخابات فى مصر بوصفة وزير للداخلية وبوصفة رئيسا لوزراء مصر 4 مرات والمرة الثانية يوم السبت الماضى وحتى كتابة هذة السطور حينما تحول الاسم الى شارع تحول الى بحيرات من الدم وجث القتلى من المتظاهرين وقبل 9 اشهر اسقط نفس الارع نظام مبارك هاهو يهدد باسقاط المجلس العسكرى هو الاخر ليصبح شارع محمد محمود اسم من الماضى والحاضر اهد على فساد الامن فى مصر خلال قرنين من الزمان.
ولد محمد محمود في ساحل سليم - باسيوط في 4 إبريل و كان أبوه محمود باشا سليمان ومن كبار ملاك الأراضي الزراعية في الصعيد, بساحل سليم بأسيوط، حتي أنه ورث عنه1600 فدان وهو أول مصري تخرج من جامعة أكسفورد.
عقب عودته من إنجلترا عين وكيل مفتش بوزارة المالية ثم انتقل إلى وزارة الداخلية، وعين مساعد مفتش عام 1904، ثم سكرتيراً خصوصياً لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي عام 1905،وكان مديراً للفيوم قبل الحرب العالمية الأولى، وسميت باسمه مدرسة المحمدية للبنات بالفيوم وفى أثناء وجوده بالفيوم زارها الخديوى عباس حلمى ولكنه لم يكمل الزيارة
إحتجاجاً على هجوم محمد محمود باشا على مأمور زراعة الخاصة الخديوية أمامه.. وكان محمد محمود باشا شديد الإعتزاز بنفسه وكان يؤكد دائماً أن أباه محمود باشا سليمان قد عرض عليه ملك مصر قبل الملك فؤاد فأبى ،وكان أول من أطلق فكرة تأليف وفد في سبتمبر 1918، للمطالبة بحق مصر تقرير مصيرها وفي اليوم السابق لثورة سعد زغلول سنة
1919 - اعتقلة الإنجليز محمد محمود مع سعد زغلول وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ونفوا إلى مالطة، وهناك بدت
علامات التفرد علي محمد محمود, ساعده علي ذلك أنه كان الأصغر, فلم يكن قد تجاوز الأربعين إلا بعامين, بينما كان إسماعيل صدقي يكبره بعامين, وكان حمد الباسل أكبر بسبع سنوات, أما الفارق في العمر بينه وبين زغلول فقد قارب العشرين عاما. كما ساعده أيضا أنه كان الأكثر ثراء وعراقة اجتماعية. ووسجل سعد زغلول في مذكراته عن بعض
تصرفاته , مثل تصميمه علي أن ينام في حجرة منفردة, أو يكون له غذاء مخصوص, وما إلي ذلك من التصرفات اليومية التي تنم عن الشعور بالتمايز, والذي زاد منه إجادته للإنجليزية, وعقب الإفراج عنهم، في 8 إبريل 1919، سمحت السلطات البريطانية للزعماء الأربعة بالسفر إلي باريس, بعد أن كان مؤتمر الصلح قد اعترف بالحماية علي مصر, وهو الاعتراف الذي شارك فيه الرئيس الأمريكي ولسون, الذي كان المصريون قد علقوا آمالا كبيرة علي مبدئه في' حق تقرير
المصير', الأمر الذي دفع الوفد إلي أن يبعث بمحمود إلي الولايات المتحدة الأمريكية, ليشارك القاضي الأمريكي' المستر فولك' في الدعاية للقضية المصرية.ولم يعجب الوضع محمد محمود الذى انشق عن حزب سعد زغلول ليكون اول انشقاق فى تاريخ الوفد وهو الانشقاق الذي مهد فيما بعد لقيام حزب الأحرار الدستوريين عام 1922،واختير وكيلا للحزب الجديد. ثم عين 1926 وزيرا للمواصلات ثم المالية ثم خلفاً لعدلي فى رئاسة الأحرار. ولقد ظل محمود أقوي الشخصيات في
الحزب الجديد حتي وإن لم يتول رئاسته ثم قام بما لم يقم به أحد من قبل قبله, ولا حتي إسماعيل صدقي بكل ما اشتهر به من خروج عن قواعد اللعبة الدستورية فقد انتهز فرصة وفاة سعد زغلول 1927 والصراع الذي حدث في أعقاب ذلك علي رئاسة الحزب الكبير, وكان يري أنه أولي برئاسته من أي من المتصارعين، إلي أن فاز بها مصطفي النحاس.
وفى يونيو عام 1928 وعين رئيساً للوزراء لأول مرة في عهد فؤاد الأول بصفته رئيس حزب الدستوريين الأحرار وهو الوحيد من رجال الحكم الذين تملكوا الجرأة أن يعطل الدستور بالكامل ويعلن أنه سوف يحكم بـ' اليد القوية' ,وهو مالم يجرؤ علية احد فى تاريخ مصر الحديث ،و بعد أن أصبحت مصر مملكة مستقلة، اُنتـُخِب مرة أخرىرئيسا للوزارء لمدة لمدة عامين واحتفظ فيها أيضاً بمنصب وزير الداخلية وبدأت الوزارة أعمالها بحل البرلمان الوفدي، وفصلت الموظفين الوفديين،
وسيطرت على الانتخابات وكان اول قرار لمحمد محمود استصدار مرسوما ملكيا بمحل البرلمان فى 3 يناير 1938 ، وكان الوفد يمثل فيه الاغلبية ، وحظر انشاء الجمعيات او الجماعات التى يكون فى تجهيزها تشكيلات شبه عسكرية لخدمة حزب او مذهب سياسى معين ، و فى ابريل 1938 جرت الانتخابات البرلمانية وحصل مرشحو الحكومة فيها على 193 مقعدا ، والوفد 12 مقعدا وباقى مقاعد المجلس البالغة 264 مقعدا من الاحزاب الموالية للحكومة واسقط زعيمي الوفد
الكبيرين النحاس ومكرم عبيد فى الانتخابات وفى دائرتيهما . ومع ظهور نتيجة الانتخابات قدمت الوزارة استقالتها للملك لأختيار وزارة جديدة على ضوء ما أسفرت عنه الانتخابات K.ثم شكّل وزارته الثالثة، واستمرت في استخدام سياسة القوة.
و التزوير الصريح لإسقاط مرشحي الوفد, مما شكل السابقة الأولي في تزوير الانتخابات البرلمانية في مصر, والتي اتبعتها حكومات عديدة حتى اليوم ،كما اصدر مرسوما بشأن ابعاد الاجانب بقرار مسبق من وزير الداخلية ولم تعمر الوزارة اكثر من شهرين بسبب الصراعات داخل القصر ،وأخيراً شكّل وزارته الرابعة فى24 يونيه أغسطس 1939و بعد شهور ساءت صحة محمد محمود باشا رئيس الوزراء ودار صراع استمر على مدى حكم هذه الوزارة – حوالى 13 شهر
– وكان محمد محمود يصارع المرض خلالها مما اضطره الى تقديم استقالته الى الملك لأسباب صحية ورغم ذلك لم ينسى , التشهير بعهود الوزارات السابقة فشكلت لجنة لحصر الاستثناءات التى تمت فى ترقيات وعلاوات الموظفين والتعيينات التى تمت مخالفة للقوانين ، الى ان توفى فى سرسة فى 1 فبراير عام 1941 وقد انتهت حياتة وجبروتة السياسى بفاتورة من حانوتى القاهرة الشهير وقتها محمد عثمان بمبلغ 25 قرش قيمة قطن لسد فتحات اخراج المرحوم لتكفينة قبيل دفنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق