القاهرة، مصر (CNN) -- ناشد عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء المصري، المتواجدين بميدان التحرير إلى إخلائه والمعاونة بفتح المحاور المرورية، وحضهم على "الحفاظ على ثورتهم وأهدافها،" في أول رد فعل يصدر عنه حيال المواجهات الدامية المستمرة منذ ساعات في الميدان بين قوات الأمن ومحتجين، والتي رفعت وزارة الصحة حصيلة جرحاها إلى 507 أشخاص.
ونقل موقع التلفزيون المصري عن محمد الشربينى، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، قوله لوكالة الأنباء الرسمية أن إجمالي المصابين في أحداث المصادمات بلغ 507 مصابين، "تم اسعاف 442 منهم فى موقع الحادث، وتحويل 65 آخرين إلى المستشفيات" لافتا إلى أن حالتهم جميعا مستقرة، ومن بينهم 19 مجندا.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن الفرق الطبية بالمستشفيات قدمت كافة الإسعافات اللازمة للمصابين.
وأغلقت قوات الأمن المتمركزة في شارعي محمد باشا محمود والقصر العيني (المتفرعين من ميدان التحرير) المداخل المؤدية إلى وزارة الداخلية، في أعقاب المصادمات المتواصلة بين المعتصمين في ميدان التحرير والبالغ عددهم قرابة ألفي متظاهر، وقوات الأمن المركزي، وما تخللها من محاولات للمتظاهرين للتقدم نحو الوزارة.
وجاء الصدام خلال فض اعتصام أقامه المئات من الأشخاص بعد مسيرات الجمعة الحاشدة التي نظمتها أحزاب إسلامية لمطالبة المجلس العسكري بتحديد موعد تسليم السلطة للمدنيين وإلغاء "الوثيقة الدستورية" المثيرة للجدل، ودعت حركة "6 أبريل" عناصرها إلى النزول للشارع و"إسقاط الحكم العسكري."
وقال التلفزيون المصري إن قوات الأمن المركزي انسحبت من ميدان التحرير منذ قليل، بعد أن كانت قد تمركزت عند منطقة مجمع التحرير، ما مكن المتظاهرين وهم بالآلاف من العودة للميدان مرة أخرى من ناحية المتحف المصري ومنطقة عبد المنعم رياض.
وصرح مصدر أمني بوزارة الداخلية أن قوات الشرطة "كانت ومازالت على موقفها من الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين رغم الاعتداءات المتكررة على قوات ومعدات الشرطة."
وأكد المصدر أن قوة الأمن "رغم إيمانها الكامل بحرية الرأي والتعبير السلمي إلا أنها لا تتهاون عن أداء واجبها في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ضد أي تخريب في إطار سيادة القانون."
وقال اللواء سامي سيدهم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن إن هناك بعض الجهات ترغب في افتعال الفوضي والبلبلة في البلاد لأغراض معروفة ومنها تأخير العملية الانتخابية.
وقال سيدهم، في تصريح للتلفزيون المصري: "الأمور تطورت في ميدان التحرير وذلك بسبب وجود أشخاص ترغب في افتعال الفوضى والبلبلة،" متسائلا عن علاقة الثورة بـ"تخريب وإشعال النيران بسيارات الأمن والاحتكاكات بالأمن والمارة."
أما وكالة الأنباء المصرية فقد نقلت عن مصدر أمني قوله إن قوات الأمن "التزمت خلال فض ميدان التحرير من المعتصمين بأقصى درجات ضبط النفس إزاء محاولات بعض المعتصمين إثارتها والاعتداء عليها بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية والزجاجات الفارغة مما أسفر عن إصابة سبعة من رجال الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج."
ويذكر أن عددا من القوى السياسية المصرية قد نظمت الجمعة مظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص احتجاجا على وثيقة مقترحة من نائب رئيس الوزراء المصري بما يعرف بـ"المبادئ الدستورية".
وشاركت مجموعة من القوى والائتلافات والأحزاب السياسية بمصر، في التظاهرة التي غاب عنها أنصار "ائتلاف الثورة" و"الجمعية الوطنية للتغيير،" لمطالبة المجلس العسكري الحاكم بوضع جدول زمني لتسليم السلطة حتى نهاية أبريل/نيسان المقبل، وإلغاء الوثيقة الحاكمة للدستور التي أعدها نائب رئيس الوزراء الدكتور على السلمي.
وتعتبر القوى السياسية ما يسمى بـ"وثيقة السلمي" وصاية على إرادة الشعب، حيث تعطي المجلس الأعلى للقوات المسلحة صلاحيات تفوق الدستور و السلطة التشريعية وخاصة في المواد التاسعة والعاشرة التي تتضمنها الوثيقة حتى بعد تعديلها.
ونظم احتجاج الجمعة بعد يوم من مسيرة جديدة للأقباط في منطقة "شبرا"، تعرضت للهجوم من قبل مجهولين، الخميس.
وتعرضت المسيرة، التي دعت إليها حركتا "دم الشهداء" و"الأقباط الأحرار"، في ذكرى مرور 40 يوماً على أحداث "ماسبيرو"، لـ"اعتداء من أشخاص مجهولين"، مما أسفر عن إصابة 32 شخصاً، بينهم اثنان من أفراد الأمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق