More Info | الاكتئاب Depression يُعرّف الاكتئاب على انه استجابة تثيرها حادثة مؤلمة كالفشل في علاقة، أو خيبة أمل، أو فقدان شيء مهم كالعمل، أو وفاة إنسان غال. وهو أيضا>>> حالة من الألم النفسي يصل في إلى نوع من العذاب الشديد مصحوباً بالإحساس بالذنب شعورياً، وانخفاض ملحوظ في تقدير النفس لذاتها، ونقصان في النشاط العقلي والحركي كما عرفه: بأنه حالة من الحزن الشديد والمستمر، يبدو الشخص وكأنه في حداد دائم والكآبة واضحة على قسمات وجهه. أنواع الاكتئاب.. الاكتئاب نوعان: الأول: الاكتئاب النفسي (العصابي). الثاني: الاكتئاب العقلي (الذهاني) ويسمى السوداوي وللاكتئاب العقلي ثلاثة مستويات من الشدة: - الاكتئاب البسيط. - الاكتئاب الحاد. - اكتئاب القعود. يتميز الاكتئاب البسيط بأن المصاب به يعاني من بطئ في نشاطه الذهني والحركي، فضلاً عن الشكوى الزائدة المصحوبة بمسحات من الحزن، ويصف المريض نفسه بأنه فاشل ويرجع سبب ذلك لسوء حظه، ويكون المريض فى حالة من اليأس والاستسلام، وعدم المشاركة بالفعاليات الاجتماعية، لاعتقاده بان الحياة لا معنى لها ولا فائدة منها. أما الاكتئاب الحاد، فيتميز بأنه أشد الأنواع قوة وحدّة..، وفيه يشعرالمريض بأنه في عزلة تامة عن المجتمع، يرفض الاختلاط بالآخرين وينقطع تماماً عن الحياة الاجتماعية وعادة تكون إجابته عن أي تساؤل بكلام مختصر جداً وبصعوبة. مريض الاكتئاب في الحالات الحادة، يوجه اللوم نحو ذاته، ويعتقد اعتقاداً كاملاً بأنه مسؤول عن كل هذه الآثام والجرائم التي ارتكبها بحق نفسه، وهو المسؤول عن كل النكبات التي حلت بالناس. أما اكتئاب سن القعود، ويسمى بالاكتئاب الارتدادي، فهو اكتئاب يحدث للإنسان في النصف الثاني من عمره بسبب التقدم في السن وما يصحب ذلك من ضعف في الحيوية، وتختلف بداية هذا السن عند الرجال والنساء، فهي عند المرأة من سن 40-50 تقريباً وعند الرجال من سن 50-60 أي عند سن القعود، ويشعر المريض فيه: بالشك والقلق والهم والهذاء وأفكار الوهم ، والتوتر العاطفي والهواجس السوداوية وتتميز النساء بانهن اكثر من الرجال عرضة لهذا النوع من المرض. وتركز كثير من المريضات افكارهن حول أخطاء قديمة حقيقية أو وهمية يشعرن انهن سيحاكمن عليها إلى الأبد. كذلك نجد أن: الهذاءات المتعلقة بتوهم المرض كثيرة الشيوع، فالمريضة قد تعبر عن اعتقادها بان امعاءها قد انسدت أو بان كبدها قد تحجر أو بان فمها قد ذبل، أو بان قلبها يتمزق ويتفتت. وهناك بعض الاختلافات التي تميز الاكتئاب النفسي عن الاكتئاب العقلي: فالاكتئاب النفسي: تستثيره خبرة معينة (غير سعيدة) أو حادثة مؤلمة مثل فقدان المرء لعمله أو حادثة وفاة قريبٍ له أو إصابة شخص عزيز عليه بمرض خطير أو تدهور في الحالة المالية، وهذه الأمور تستوجب الحزن عند كل الناس، ويكون الألم والحزن هما الاستجابة الطبيعيه لها. ويستعيد الناس الاسوياء اتزانهم بعد فترة معقولة من الزمن، في حين نجد أن المريض (المصاب) يندفع إلى حالة عميقة من الاكتئاب، ويظل محاصراً فيها. كما يتميز المصاب بالاكتئاب النفسي بأنه: يستجيب للتشجيع والدعم والاسناد ويطلب العون في التخفيف من آلامه وحزنه ولا ينقطع عن عمله، يحاول تغيير ظروفه بالانتقال إلى محيط آخر. أمامريض الاكتئاب العقلي: لا يستجيب إلى من يتقدم لمساعدته ولا يطلب العون والاسناد والدعم من أحد ويرفض فكرة مرضه تماماً، لا يعترف بما لديه للآخرين وتؤدي به هذه الأعراض دائماً إلى التدهور في التفكير، ومن ثم تؤدي به إلى الانتحار. أعراض الاكتئاب.. أجمع معظم الأطباء وعلماء النفس المرضي بأن أعراض مرض الاكتئاب تتمثل في: - الانقباض واليأس والقنوط وهبوط الروح المعنوية، والحزن العميق والبكاء دونما سبب، مع التشاؤم والتبرم باوضاع الحياة. - بطء التفكير والاستجابة والحركة ثم الانطواء والوحدة والانعزال والصمت، والشرود والذهول. - عدم الاهتمام واللامبالاة بالمحيط ومن حوله، وقصور الدوافع والميول. - الشعور بعدم القيمة واحتقار الذات والشعور بالخطايا والذنوب وطلب العقاب ومحاولة الانتحار. - الشعور بالضيق وانقباض النفس وفقدان الشهية للطعام والإمساك. - الصداع والتعب وضعف النشاط العام. - الأرق وقلة النوم، وإذا نام فانه يستيقظ مبكراً. - توهم المرض والانشغال على الصحة والاعتقاد بان مرضه عضال وميؤوس منه. ويرى بأن أعراض الاكتئاب تنحصر في: - الاحتقار 84 % - الضجر 72% - الشكوى الجسمية 60% - عدم التركيز الذهني 44% - البكاء 36% - الخوف 36% - القلق 52% - الأرق 52% - اضطراب الشهية 52% - الانفعال 52% - التعب 52% - عدم الاستقرار 44% - التشاؤم 38% وتمثل هذه النسب مدى شدة الأعراض لدى مريض الاكتئاب، وتتباين الحالة المرضية من خلال أعراضها، فعندما تزداد حالات القلق المصاحب للاكتئاب، يسمى بالقلق الاكتئابي، وعندما تزداد حالات النحول والخمول، يسمى المرض بالاكتئاب النحولي. الإيمان ودوره في التخفيف من شدة الاكتئاب عرف عن الإسلام بأنه دين متكامل المنهج، يصلح لكل زمان ومكان ويشمل كل أجناس البشر واصولهم العرقية ويعنى بدراسة المجتمعات وافرادها، ومكونات تفاعلها الفردية والجمعية وانعكاسات ذلك على السلوك بشكل مباشر، لذا يعد الدين الإسلامي شريعة تملأ الحياة في عباداته ومعاملاته وأحواله الشخصية... وكان وما زال له الأثر الأعظم فعالية في السلوك الإنساني. وللمسلمين أمجاد وتاريخ عريق في بناء الحضارة الإنسانية العالمية ولهم دورهم الواضح في معظم الدراسات وخاصة النفسية والاجتماعية منها، فدراسات ابن سينا (980-1037م) وبحوثه في مجال النفس الإنسانية وتشخيص وعلاج مرضى الاكتئاب بمعروفة، كما عرف عنه معالجاً للأمراض النفسية. اعتمدت أساليب العلاج الديني وآلياته على مختلف الحالات وشدتها من الأمراض النفسية، ولكن يبقى أهم أسلوب وأكثر فاعلية في التأثير هو الإيمان. ويعرف بأنه عبارة عن اليقين الثابت في قلوب المؤمنين مع الاعتراف به في اللسان.... ويرى الإمام الشيرازي في (الاجتماع) أن الإيمان بالله هو العامل الوحيد الذي يمكن به تعديل الصفات والعواطف والأعمال وهو يعد العامل المعنوي القوي المحرك لدى المسلم المؤمن، وتحتاج المعنويات إلى قوة إرادة، وهذه الإرادة هي المحرك الأساسي للإيمان وقوته، فالإرادة إذن هي إيمان يتخلق من خلال سلوك المسلم المؤمن في مصارعة الحياة وملذاتها في حالة السواء (الصحة) والمرض. فالنبي محمد(ص) :سمى هذا النوع بالجهاد الأكبر، أي معالجة النفس وانتزاع صفاتها الذميمة وغرائزها المستحكمة فيها والمطبوعة عليها... ولقد عرف عن المؤمنين بأنهم أهل حلم وصبر وتواضع وتسامح قال تعالى:(يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)الفرقان 63. ولكن الحياة بتعقيدها ومصاعبها ومواجهاتها وضغوطها تجعل الإنسان يتقهقر أو تتدهور حالته الصحية رغماً عنه، حيث تضعف قدرته على المواجهة والتصدي لاهوال ومصاعب الحياة، فحينها يطلب العون، ولكن الإيمان يبقى في داخله قوياً، سنداً له في المصاعب. ومن هنا يطرح التساؤل الآتي: إلى أي مدى يؤثر الإيمان لدى المؤمن في مجابهة حالة التدهور النفسي والعقلي عند مرض الاكتئاب؟ ينظر إلى مرض الاكتئاب بأنه نتيجة الشعور بالإثم إثر ذنب فردي أو جماعي، أما الدين فانه يوفر للفرد وسيلة لزيادة الشعور بالاثم والتخفيف من هذا الشعور في آن واحد وبالتبادل، فزيادة الإثم: تأتي عن طريق تبني الفرد لقواعد سلوكية اسمى، تشعره بأنه تجاوزها وتعدى عليها، أما التخفيف من الإثم: فيأتي عن طريق الاعتراف بالذنب والصلاة وعمل الخير وغيرها من المسالك التي لها أن تقلل من إثمه وتفرج عنه غمه. ويقول تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يونس 62. إن مجاهدة النفس وايقافها عن غيها من أولى مسلمات قوة الإيمان لدى المؤمن بالله، ولا تجعله ينحدر بتدهورها إلى اسفل السافلين، حيث تصل حالات الاكتئاب الشديدة بالفرد إلى الانتحار، وإنهاء حياته المؤلمة ولا سيما أن الشخص المكتئب يرى الحياة بانها عديمة الجدوى، وانها كفاح طويل وعقيم، ولحظات الفرح فيها والسعادة اقل بكثير مما فيها من مشقة وجهد. إلا أن قوة الإيمان لدى المسلم المؤمن المدعوم بثباته على دينه يستطيع أن يناضل ويجاهد تدهور حالته النفسية والعقلية في مرض الاكتئاب، فهو لا يتجه بعدوانه نحو الذات، كما هو معروف لدى مرضى الاكتئاب وانما يتسامى ويعلو بايمانه بالله وصلاته وقراءاته المستمرة والدائمة للقرآن الكريم، تؤدي به إلى التخفيف من شدة الضغط الداخلي فيتحول هذا إلى أسلوب من أساليب التعامل مع الضغوط النفسية المؤدية إلى التدهور.. فينتج منه مغالبة التدهور والانتصار عليه... فالمسلم المؤمن يعتقد اعتقاداً لا شك فيه أن النفس الإنسانية، خلقها الله في أسمى صورها، وهو بارئها وهو قابضها في أي حين... فلا يدانيه أي شك في هذه الأفكار، لذا لا يصل به التدهور المرضي الداخلي إلى حالة الانتحار.. وكما هو السائد في الثقافات الشرقية والغربية، فالمجتمعات الشرقية والغربية تجعل من الدين وظيفة لمعاملات دنيوية، تنظم الحياة الوضعية، فمعظم المجتمعات التي تتخذ مذاهب أو فلسفات أو أدياناً مختلفة، حينما تعصف بها الأزمات المرضية وتتدهور لتصل إلى اعمق مستوى من البدائية في السلوك الإنساني، وهو الحيوانية. مما يؤدي بها هذا التدهور الصحي إلى اختلال العقل واضطرابه، وهو العامل الأساسي الذي يفرق المسلم المؤمن عن غير المؤمن.. عندما يضرب المرض النفسي والعقلي في كيانه البشري ويجعله يفقد مقومات وجوده. ويمكننا أن نستدل بقوة العلاج الديني على حالات المرض النفسي والعقلي من النظريات التي عنيت بعلاج تلك الحالات، فترى نظرية التحليل النفسي أن الدين له فعل وقاية الفرد من الحالات المرضية وذلك انه يبعده عن العزلة التي تمثل ابتعاده عن الالم، ويعطيه شعور الاطمئنان بالانتماء إلى الهوية الجماعية، ويسهل عليه الاتصال بما هو عقلاني بدون وجل عظيم. ويرى (أدلر - محلل نفسي) أن الإنسان... طبقاً لنزعته الجسدية والنفسية... عليه أن يجاهد باستمرار نحو المحافظة على النفس والارتقاء، وبهذه الكيفية فإنه يؤثر الطريق للهدف المتوازن والمتكامل... أما (يونغ) وهو من المحللين النفسيين أيضا، فيرى أن الكثير من مظاهر القلق وعدم الاستقرار والإيذاء التي يتصف بها الإنسان، إنما تنجم عن واقع طاقته النفسية التي لم تعد تسري في رموز دينه. خلاصة القول يمكن أن نستدل بان العلاج الديني الروحي يلعب دوراً مهماً وحاسماً في نقل الإنسان من حالة المرض والتدهور في متاهات التفكير والمشكلات النفسية إلى طريق الهداية والعودة بالعقل إلى الاستغفار والتوبة من خلال ذكر عظمة الخالق وتمتين الصلة بالله عن طريق الصلاة والدعاء. وهذه الأساليب تقوي شعور المريض بالانتماء، وهذه التقوية تحدث التأثير اللازم وتساعده على مواجهة مشاكل واقعية لم يستطع مواجهتها، أو على حل صراعات نفسية قائمة تعذر عليه حلها. ومن تلك الأساليب أيضا، عمليات التطمين والزيارات والمواساة والتشجيع، وهي تخدم غرض تحقيق عدة أهداف في حياة الفرد، ومنها مساعدته على استعادة قوته الروحية، وإشعاره بأنه غير وحيد في عالمه مما يسهل عليه مواجهة مشاكله وحلها. وهي تؤدي غالباً إلى أن يعدل الإنسان طريقه إلى ما يراه. منقول مع التعديل |
---|
مدونة جنة ايجى Headline Animator
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011
الايمـــــــــان و علاج الاكـــتـــــــئـــــاب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق